جمعية سواعد الخير للتضامن تنظم الدورة التاسعة لمسابقة المزمار الذهبي بشراكة مع مركز الدراسات والبحوث الأكاديمية

29 مارس 2025
ذ.ابراهيم النوحي

في ليالي رمضان البهيجة المباركة، حيث تتلألأ الأرواح بأنوار الذكر، وتعانق الأرض السماء بأنفاس المتعبدين، أبت جمعية سواعد الخير للتضامن إلا أن تُحلّق بالقلوب في فضاءات السكينة، وذلك بتنظيم الدورة التاسعة لمسابقة المزمار الذهبي، بالتعاون مع مركز الدراسات والبحوث الأكاديمية. بين العشرين والثامن والعشرين من شهر رمضان المبارك لعام 1445، تعالت أصوات القُرّاء ترتّل آيات الله، فتنساب كالنبع الرقراق، حاملة معها عبق التجويد وروح التدبر.

وفي ليلة السبت 28 رمضان 1445، عند تمام العاشرة، كان حي مكراز مسرحًا لختام هذا العرس الروحاني، حيث اجتمع أهل الخير والمحبون لكتاب الله، ليشهدوا عرسًا منيرًا يزدان بتلاوات مباركات، ومدائح عطرة، وتكريم للقرآن وحامليه.

افتُتِح الحفل بآياتٍ محكمات من أفواه الشيوخ عبد الواحد عبد الفتاح ويعقوب ورتي، فكانت كالمزن تنثر الخير، وكالضياء يشق عتمة الدروب. وتبعها النشيد الوطني، حيث صدحت الأصوات حبًا للوطن، فامتزجت الروحانية بوهج الانتماء.

وفي كلمة وقورة، ألقى الدكتور كريم القرقوري خطبته الافتتاحية، مبينًا أن هذه المسابقة ليست مجرد تنافس، بل هي تربية للروح، وصقل للمواهب، ورسالة سامية تزرع التدبر في قلوب النشء.

لم يكن الحفل مجرد تتويج للمتسابقين، بل كان سيمفونية متكاملة من الإبداع الروحي، حيث شنّفت مجموعة نوفل التمري المسامع بمدائح نبوية تتهادى كالعطر في نسيم الليل، وأُضيئت الشاشات بشريط مصوَّر يُوثق مسيرة جمعية سواعد الخير، استعراضًا لإنجازاتها الممتدة، ولمساتها الإنسانية التي تفيض سخاءً.

لم يكن للفرحة أن تكتمل دون تكريم الفائزين الإثني عشر الذين ارتقوا بمزاميرهم في مسابقة المزمار الذهبي، فتوجوا بلآلئ الحفظ والتجويد، ليكونوا مصابيح مضيئة في محراب القرآن.

ولم يُنسَ جنود الخير، حيث مُنح أعضاء الجمعية شهادات تقدير عرفانًا بجهودهم، وكان للأخ سعيد بوعزوني تكريم خاص بحُلة من نور، إذ أُهدي عمرةً مباركة تقديرًا لإخلاصه الدؤوب على مدى السنوات الماضية.

ولأن هذا الشهر هو شهر الجود والرحمة، لم يكن الحفل مجرد احتفاء، بل امتد ليكون يدًا معطاءة تبسط الخير لأهله. فتم توزيع مئة حقيبة عيد تحوي ملابس جديدة، تُلبس الفرح للصغار والكبار من أبناء المنصورية المحتاجين مهداة من مؤسسة بدر فضلي ( رحمه الله وأحسن مثوراه ) سهرت على توزيعها عائلته الكريمة ، كما جرى سحب قرعة مجانية للعمرة، جائزةً تحفيزيةً لمن أخلص الحضور وأحب الخير.

ولم يغب بر الوالدين عن هذا العرس الإيماني، حيث مُنحت جائزة “مرضي الوالدين” تكريمًا لمن جعل رضا والديه شراعًا يهديه في بحر الحياة

وهكذا، أسدل الستار على الدورة التاسعة لمسابقة المزمار الذهبي، وهي تُسطّر بمداد النور نجاحًا يضاف إلى سجلها الحافل. نجحت المسابقة في الجمع بين نور القرآن، وعطر المدائح، وبهجة العطاء، فكانت مشكاةً تنير القلوب، ومحرابًا يصدح فيه صوت الخير.

وفي الختام، لم تُغلق أبواب الحفل قبل أن تُفتح أبواب الشكر والثناء، حيث وجّهت كلمات التقدير لكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث المبارك، وعلى رأسهم السيد موسى القرقوري، رئيس جمعية سواعد الخير، والأستاذ الدكتور كريم القرقوري، لجهودهما التي كانت النور الهادي لهذا النجاح، كما امتد الشكر إلى رئيس مركز الدراسات والبحوث الأكاديمية، الذي كان للعلم والتدبر سفيرًا.

هكذا، تظل مسابقة المزمار الذهبي منارة تشع بأنوار الإيمان، وتردد أصداء القرآن، ليبقى في القلوب نورًا، وفي الأرواح هدى، وفي المجتمعات رحمةً وسلامًا.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

التعليقات تعليق واحد
اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
  • اسماعيل
    اسماعيل منذ 3 أسابيع

    بارك الله جهودكم