نظم مركز الدراسات والبحوث الأكاديمية بشراكة مع كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالمحمدية يوم الجمعة 10 ماي 2024 بفضاء 05 أكتوبر بمدينة المحمدية ندوة علمية حول” أنشطة مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج ” من تقديم الأستاذ فؤاد بنمخلوف ، وقد بسط في مستهل هذه الندوة تاريخ نشأة هذه المؤسسة ، فقد أسسها المغفور له الملك الحسن الثاني سنة 1990و عهدت الرعاية الفعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم و ذلك بمقتضى القانون رقم 19-89 و الظهير رقم 1-90-79 ل 20 ذي الحجة 1410 (13 يوليوز 1990). و هي مؤسسة لا تهدف إلى الحصول على ربح ، تتمتع بالشخصية المعنوية و الاستقلال المالي. و الهدف الأساسي لإنشاء مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج هو “ضمان استمرار العلاقات الأساسية التي تربطهم بوطنهم، و إلى مساعدتهم على تذليل الصعوبات التي تعترضهم بسبب اغترابهم”. كما شرح الأستاذ هيكلة المؤسسة ووظائف أقطابها ،فمهمة المؤسسة في مجال التربية والتعدد الثقافي تتجلى في تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية، وتنظيم المقام الثقافي والتنشيط الديني في بلدان المهجر.
أما مهمتها في مجال المساعدة القانونية تتجلى في الدفاع عن حقوق المغاربة المقيمين بالخارج داخل ارض الوطن من خلال معالجة وتتبع شكاياتهم وتظلماتهم بالتنسيق مع القطاعات العمومية المختصة ، بالإضافة إلى تقديم خدمات الإرشاد والتوجيه لتمكينهم من تجنب المشاكل والمنازعات المرتبطة بوضعيتهم كمهاجرين وذلك في إطار التوجيهات الملكية السامية الواردة في خطاب 20 غشت 2001.


و تقوم المؤسسة بتقديم مساعدات اجتماعية ظرفية إلى المغاربة المقيمين بالخارج الموجودين في وضعية الهشاشة ، ويخص تدخلها في هذا الميدان :
- طلبات المساعدة التي توجه إليها من قبل مواطنين مغاربة يعجزون عن مواجهة صعوبات طارئة.
- التكفل جزئيا أو كليا بمصاريف ترحيل جاثمين المغاربة المقيمين بالخارج الذين يتأكد انهم محتاجون ولا يتوفرون على تامين اجتماعي وأن عائلاتهم معوزة.
- التفاتة إنسانية تجاه السجناء المغاربة ، وذلك بموافاتهم ببعض مواد الإفطار المغربية كل سنة بمناسبة شهر رمضان.
- الإجابة على طلبات المعلومات والإرشادات ذات الصبغة الاجتماعية.كما يضطلع قطب الفن، الثقافة والتواصل بمهمة تمتين روابط الفنانين والفاعلين الثقافيين المغاربة المقيمين بالخارج مع بلدهم الأصلي، والعمل على تعريف مغاربة العالم بثقافة المغرب وإبداعه من خلال “رواق ضفاف”، الذي يشكل فضاء ثقافيا، ومعرضا فنيا. كما يمثل المركز الثقافي الافتراضي المغربي: e-taqafa.
ويعمل قطب التعاون والشراكة منذ نشأته في إطار إعادة هيكلة المؤسسة سنة 1997 على تنمية التعاون و الشراكة مع المنظمات والهيئات التي تعنى بقضايا الهجرة عامة وقضايا الهجرة المغربية على وجه الخصوص، إلى جانب دعم الشراكة مع جمعيات المغاربة المقيمين بالخارج على اختلاف أنواعها واهتماماتها، و تتمثل الشراكة في دعم بعض الأنشطة العلمية والثقافية و التربوية للجمعيات.
ويمكن تلخيص أنشطة القطب في المهام التالية :
- دراسة وتقييم المشاريع الناتجة عن مبادرات المغاربة المقيمين بالخارج سواء كانت فردية أو جماعية، والمشاركة في تمويل وتنفيذ هذه المشاريع التي تدخل ضمن نطاق المهام الموكلة للمؤسسة
- العمل مع المؤسسات الوطنية و الدولية التي تهتم بقضايا الهجرة
- تطوير الشراكة و التعاون مع جمعيات المغاربة المقيمين بالخارج
وقد عهد لبنية الإنعاش الاقتصادي بمؤسسة الحسن الثاني إخبار ودعم استثمارات أفراد الجالية المغربية المقيمين بالخارج.
وهكذا تقوم البنية بمهمة مساندة المستثمرين في مختلف مراحل إنشاء مشروعهم الاستثماري ابتداءا من الفكرة إلى تحقيق المشروع على أرض الواقع.
تضع البنية أيضا رهن إشارتهم 18 دليلا قطاعيا ودلائل جهوية وأخبار ومستجدات اقتصادية عبر بوابة المؤسسة الإلكترونية وكذا الندوات الجهوية والدولية.
وحتى تتطلع بهذه المهام تقوم البنية ببحوث مسترسلة ودراسات حول الاقتصاد الوطني والدولي واقتصاديات الهجرة وذلك بصفة ذاتية أو بتعاون مع مراكز البحوث الجامعية المحلية والدولية، أو مشاركتها في الدراسات المبرمجة من طرف هيئات داخلية وخارجية.

وتشارك في الندوات المرتبطة بموضوع الهجرة في شتى تجلياته المالية والسوسيواقتصادية.
من أجل تقديم خدمة فعالة للجالية المغربية المقيمة بالخارج أنشئت المؤسسة بنية مختصة بمتابعة وتحليل تطور الظروف المعيشية لمغاربة الخارج، ويتعلق الأمر بـ” مرصد الجالية المغربية المقيمة بالخارج” ( م.ج.م.م.خ).
أحدث المرصد في إطار شراكة مع “المنظمة الدولية للهجرات”، ويضطلع بمهمة أساسية تتمثل في تجميع، وإحصاء، وتفسير المعطيات المرتبطة بوضع المغاربة المقيمين بالخارج.
باعتباره أداة للتحليل والمساعدة على القرار، يتكون المرصد من شبكة خبراء، وباحثين، ومن جامعيين، ومن شركاء للمؤسسة.
بواسطة إصداراته يؤمن المرصد نشر المعلومات و الدراسات ويساهم في اتخاذ القرار، ويثري النقاش حول مسألة الهجرة ووضعية الجالية المغربية المقيمة بالخارج.
وفي نهاية الندوة تمت مناقشة أهم الصعوبات التي تواجهها المؤسسة والرؤية الاستشرافية لمواجهة هذه التحديات ، واختتمت الندوة بحفل تكريمي لثلة من الأساتذة المتقاعدين بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالمحمدية وفاس ، الذين أسدوا خدمات جليلة للبحث العلمي وخرجوا أجيال متلاحقة من الطلبة ، اعترافا بمجهوداتهم وتضحياتهم اتي قدموها طيلة مسارهم المهني وهم :
- الأستاذ محمد هيري :أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالمحمدية
- الأستاذ رشيد المرزكيوي : أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بظهر المهراز بفاس
- الأستاذ ادريس كودان : أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالمحمدية
- الأستاذ فؤاد بنمخلوف : أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالسويسي الرباط
- الأستاذ محمد ملمان : أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالمحمدية
وقد قام الاستاذان إبراهيم النوحي وكريم القرقوري بتنشيط الندوة والحفل التكريمي وحضرهما نخبة من الأساتذة والطلبة الباحثين .