في إطار الأنشطة الثقافية التي ينظمها مركز الدراسات والبحوث الأكاديمية، تم تنظيم أمسية ثقافية فنية مميزة يوم الجمعة 01 مارس 2024 في فضاء ، الخامس من أكتوبر، على الساعة السادسة مساءً. الأمسية كانت مخصصة للتعرف على تجارب الفنان المتعدد المواهب عبد الحق الزروالي، الذي قدم للجمهور لمحة عن مسيرته الفنية الغنية والمتميزة في مجالات المسرح، السينما، الشعر، والرواية.
تم تقديم الأمسية من قبل الأستاذ إبراهيم النوحي، الذي افتتح اللقاء بتعريف الحضور بسيرة الفنان عبد الحق الزروالي، مشيرًا إلى محطات بارزة في مسيرته الفنية الحافلة بالإنجازات. بدأ الأستاذ إبراهيم بتسليط الضوء على تنوع مواهب الزروالي، حيث استطاع أن يحقق مكانة متميزة في مجالات متعددة، بدءًا من المسرح وصولاً إلى السينما والأدب، مما جعله أحد الأسماء البارزة في الساحة الثقافية والفنية المغربية.
سيرة الفنان عبد الحق الزروالي
ولد عبد الحق الزروالي في مدينة فاس، حيث نشأ في بيئة ثقافية غنية كانت بمثابة الحافز الأول له للاستمرار في مسيرته الفنية. في بداية مشواره، اختار الزروالي المسرح ( المونودراما )كوسيلة للتعبير عن ذاته، حيث انطلق من خشبة المسرح ليحصد العديد من الجوائز والألقاب. تميز بأدائه المميز الذي جمع بين الإحساس العميق والقدرة على تجسيد الشخصيات المتنوعة.
وبالإضافة إلى عمله في المسرح، اتجه الزروالي إلى السينما حيث أثبت نفسه كأحد الممثلين البارعين، وشارك في عدد من الأفلام التي لاقت نجاحًا كبيرًا على الصعيدين المحلي والدولي. كما أضاف الزروالي إلى مسيرته الأدبية من خلال إصداره لعدد من الأعمال الشعرية والروايات التي جسدت تجربته الإنسانية والفنية.
رؤيته الفنية وتصوراته
خلال الأمسية، استعرض الزروالي مجموعة من رؤاه الفنية التي لطالما تأثر بها في مسيرته. تحدث عن أهمية الفنون في المجتمعات، مشيرًا إلى دورها الكبير في نقل رسائل الإنسانية وتعزيز الحوار بين الثقافات. كما أشار إلى أهمية المسرح كوسيلة لتمثيل الواقع المجتمعي وتحدياته، معتبرًا أن المسرح يعد مرآة تعكس آلام وآمال المجتمع.
أما عن السينما، فقد اعتبرها الزروالي أداة قوية للتعبير عن قضايا معاصرة وعالمية، مشيرًا إلى أهمية توظيف السينما لتسليط الضوء على القضايا الاجتماعية والثقافية. كما أعرب عن اعتزازه بتجربته الشعرية، موضحًا كيف يمكن للكلمات أن تكون وسيلة للتواصل والتأثير في الذات الإنسانية.
تجارب وأعمال فنية
تحدث الزروالي عن بعض من أبرز أعماله في المسرح، مثل مشاركته في عروض مسرحية كبيرة التي لاقت إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء. كما تحدث عن تجربته في السينما، مشيرًا إلى التحديات التي واجهها في عالم الفيلم والكيفية التي شكلت بها هذه التحديات رؤيته للأدب السابع. ولم يفته الحديث عن أعماله الأدبية من الشعر والرواية، التي تضمنت موضوعات اجتماعية وإنسانية، قائلًا أن الأدب يمثل له وسيلة لطرح أسئلة فلسفية عميقة حول الحياة والمجتمع.
الأسئلة والنقاش
خلال الأمسية، أتيحت الفرصة للحضور لطرح الأسئلة والنقاش مع الفنان عبد الحق الزروالي، حيث تفاعلت الحوارات بشكل غني حول قضايا الفن، الأدب، والمسرح في المجتمع المغربي. أبرز الحضور في أسئلتهم أهمية دور الفن في مواجهة التحديات المجتمعية والمساهمة في بناء وعي جماعي. وقد أجاب الزروالي عن هذه الأسئلة بأسلوبه المعهود، مؤكداً أن الفن هو أداة التغيير والتحفيز للمجتمع على التفكير النقدي والإبداعي.

اختتمت الأمسية بكلمات شكر من الأستاذ إبراهيم النوحي، الذي عبر عن تقديره للفنان عبد الحق الزروالي على مشاركته القيمة، وعلى إثرائه لهذا اللقاء الفني والثقافي. كما دعا الحضور للاستمرار في دعم المبادرات الثقافية والفنية التي تساهم في نشر الوعي وتعزيز الحوار بين الأجيال المختلفة.
وقد تركت هذه الأمسية بصمة قوية في قلوب الحضور، الذين أبدوا إعجابهم بالإنجازات الكبيرة التي حققها الزروالي في مجالات متنوعة، وكذلك برؤيته الفنية العميقة والمتجددة التي ستظل مصدر إلهام للعديد من الأجيال القادمة.